وهذا الكلام قاله أمير المؤمنين عليه السلام في قصة ابن الحضرميّ حيث قدم البَصْرة من قِبَل معاوية ، واستنهض أميرُ المؤمنين عليه السلام أصحابه إلى البصرة ؛ فتقاعدوا .
۵۶
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام لأصحابهأَما إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ ، مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ ، يَأْكُلُ مَا يَجِدُ ، وَيَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ ، فَاقْتُلُوهُ ، وَلَنْ تَقْتُلُوهُ ! ألاَ وَإنَّهُ سَيَأْمُرُكُمْ بِسَبِّي وَالْبَرَاءَةِ مِنِّي ؛ فَأَمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِي ، فَإِنَّهُ لِي زَكَاةٌ ، وَلَكُم نَجَاةٌ ؛ وَأَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلاَ تَتَبَرَّءوا مِنِّي ؛ فَإِنِّي وُلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَسَبَقْتُ إِلَى الإيمَانِ وَالْهِجْرَةِ .
الشّرْحُ :
مُنْدَحق البطن : بارزها ، والدَّحُوق من النوق : التي يخرج رَحِمها عند الولادة . وسيظهر : سيغلب . ورحْب البُلعوم : واسعه .
وكثير من الناس يذهب إلى أنه عليه السلام عَنَى زيادا ، وكثير منهم يقول : إنّه عَنَى الحجّاج . وقال قوم : إنه عَنَى المغيرة بن شعبة ؛ والأشبه عندي أنه عَنَى معاوية ؛ لأ نّه كان موصوفا بالنَّهَم وكثرة الأكل ، وكان بطيناً ، يقعُد بطنُه إذا جلس على فَخِذَيه ، وكان معاوية جوادا بالمال والصِّلات ، وبخيلاً على الطعام .
كان معاوية يأكل فيكثر ، ثم يقول : ارفعوا ، فواللّه ما شبِعت ولكن مَلِلت وتعِبت .
تظاهرت الأخبار أن رسول اللّه صلى الله عليه و آله دَعَا عَلَى معاوية لَمَّا بعث إليه يستدعيه ، فوجده يأكل ، ثم بعث فوجده يأكل ، فقال : « اللهم لا تُشْبِع بطنه » ، قال الشاعر :
وَصَاحِبٍ لِي بَطْنُه كَالهَاوِيَهْكَأنَّ فِي أحْشَائِهِ مُعَاوِيَهْ