الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاء ؛ فَالْمَوْتُ فِي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ ، وَالْحَيَاةُ في مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ .
أَلاَ وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ ، وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ ، حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ .
الشّرْحُ :
استطعموكم القِتال ، كلمة مجازية ، ومعناها : طلبوا القتال منكم ؛ كأنه جعل القتال شيئا يُستطعم ، أي يُطلب أكله ، وفي الحديث : « إذا استطعمكم الإمام فأطعموه » ، يعني إمام الصلاة ، أي إذا أُرتِجَ فاستفتحكم فافتحوا عليه . وتقول : فلان يستطعمني الحديث ؛ أي يستدعيه مِنّي ويطلبه . واللُّمَة ، بالتخفيف : جماعة قليلة .
وعَمّس عليهم الخبر ؛ يجوز بالتشديد ، ويجوز بالتخفيف ، والتشديد يُعطي الكثرة ويفيدها ؛ ومعناه أبهم عليهم الخبر ، وجعله مظلما . ليلٌ عَمَاس ، أي مظلم ، وقد عمِس الليل نفسه بالكسر ؛ إذا أظلم وعمّسه غيره ، وعمّست عليه عَمْسا ، إذا أريته أنّك لا تعرف الأمر وأنت به عارف . والأغراض : جمع غَرَض وهو الهدف .
وقوله : « فأقرّوا على مذلّة وتأخير مَحَلّة » ، أي اثبتوا على الذلّ وتأخر المرتبة والمنزلة ، أو فافعلوا كذا وكذا .
ونحو قوله عليه السلام : « فالموت في حياتكم مقهورين » قول أبي نصر بن نُباتة : « والحسينُ الذي رأى الموت في العِزِّ حياةً والعيشَ في الذُلِّ قَتْلاً » .
۵۲ ۱
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلام ، وقد تقدم مختارها برواية
ونذكر ما نذكره هنا برواية أُخرى ، لتغاير الروايتينأَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَصَرَّمَتْ ، وَآذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ ، وَتَنَكَّرَ مَعْرُوفُها وَأَدبـَرَتْ حَذَّاءَ ،