بِالزَّلاَزِلِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهُ مَا أَرَادَ بِكِ جَبَّارٌ سُوءا إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللّهُ بِشَاغِلٍ ، أوْ رَمَاهُ بِقَاتِلٍ!
الشّرْحُ :
عُكاظ : اسم سُوق للعرب بناحية مكة ، كانوا يجتمعون بها في كلّ سنة ، يقيمون شهرا ويتبايعون ويتناشدون شعرا ويتفاخرون ؛ وأكثر ما كان يُباع الأديم بها ، فنسب إليها . والأديم واحد والجمع أُدُم ، كما قالوا : أفيق للجلْد الذي لم تَتِمَّ دباغته ، وجمعه أفُقٌ ، وقد يجمع أدِيم على آدِمة ، كما قالوا : رغيف وأرغفة . والزلازل هاهنا : الأُمور المزعجة ، والخطوب المحرّكة .
وقوله عليه السلام : « تُمَدّين مَدّ الأديم » ، استعارة لما ينالها من العَسْف والخبط .
وقوله عليه السلام : « تُعْرَكِين » ، من عَرَكَتِ القومَ الحرب إذا مارستهم حتى أتْعَبتهم .
۴۸
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشامالْحَمْدُ للّهِ كُلَّمَا وَقَبَ لَيْلٌ وَغَسَقَ ، وَالْحَمْدُ للّهِ كُلَّمَا لاَحَ نَجْمٌ وَخَفَقَ ، وَالْحَمْدُ للّهِ غَيْرَ مَفْقُودِ الاْءِنْعَامِ ، وَلاَ مُكَافَإِ الاْءِفْضَالِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَعَثْتُ مُقَدَّمَتِي ، وَأَمَرْتُهُمْ بِلُزُومِ هـذَا الْمِلْطَاطِ ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرِي ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَقْطَعَ هـذِهِ النُّقْطَةَ إِلَى شِرْذِمَةٍ مِنْكُمْ ، مُوَطِّنِينَ أَكْنَافَ دَجْلَةَ ، فَأُنْهِضَهُمْ مَعَكُمْ إِلَى عَدُوِّكُمْ ، وَأَجْعَلَهُمْ مِنْ أَمْدَادِ الْقُوَّةِ لَكُمْ .
قال الرضي رحمه الله :
يعني عليه السلام بالملطاط ها هنا السّمْتَ الذي أمرهم بلزومه ، وهو شاطئ الفرات ، ويقال ذلك أيضا لشاطئ البحر ، وأصله ما استوى من الأرض . ويعني بالنطفة ماء الفرات ، وهو من غريب العبارات وعجيبها .