قال الرضي ؛ :
أقول : الحذَّاء : السَّريعة ، ومن الناس من يرويه «جذّاء» بالجيم والذّال ، أي انقَطَع دَرُّها وَخَيْرُها .
الشّرْحُ :
الصُّبابة : بقية الماء في الإناء . واصطبّها صابُّها ، مثل قولك : أبقاها مُبقيها أو تركها تاركها ؛ ونحو ذلك ، يقول : أخوَف ما أخافه عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل ، أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحق ؛ وهذا صحيح لا ريب فيه ، لأنّ الهوى يُعمى البصيرة ، وقد قيل : حُبّك الشيء يُعمى ويُصِمّ .
« وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة » ، وهذا حقّ ؛ لأنّ الذهن إذا انصرف إلى الأمل ، ومدّ الإنسان في مداه ، فإنّه لا يذكر الآخرة ، بل يصير مستغرق الوقت بأحوال الدنيا ، وما يرجو حصوله منها في مستقبل الزمان .
ثم قال عليه السلام : « ألا إنّ الدنيا قد أدبرت حذّاء » بالحاء والذال المعجمة ؛ وهي السريعة ، وقطاة حذّاء : خفّ ريشُ ذَنَبِها ، وَرَجُل أحذّ ، أي خفيف اليد ، وقد رُوِي : « قد أدبرت جذّاء » بالجيم ؛ أي قد انقطع خَيْرُها ودَرّها .
ثم قال : إن كل ولد سيلْحَق بأُمّه يوم القيامة ، فكونوا من أبناء الآخرة لتلحقوا بها وتفوزوا ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فتلحقوا بها وتخسروا .
ثم قال : اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل » ، وهذا من باب المقابلة في علم البيان .
۴۳
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام
بعد إرساله إلى معاوية جرير بن عبد اللّه البجليإِنَّ اسْتِعْدَادِي لِحَرْبِ أَهْلِ الشَّامِ وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ ، إِغْلاَقٌ لِلشَّامِ وَصَرْفٌ لِأَهْلِهِ عَنْ