لَكُمْ ، وَتَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ ، وَتَعْلِيمُكُمْ كَيْلا تَجْهَلُوا ، وَتَأْدِيبُكُمْ كَيْمَا تَعْلَمُوا . وَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ ، والنَّصِيحَةُ في الْمَشْهَدِ وَالْمَغِيبِ ، وَالاْءِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ ، وَالطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ .
الشّرْحُ :
أُفٍّ لكم : كلمة استقذار ومَهانة ؛ وفيها لغات . ويرتج : يغلَق . والحوار : المحاورة والمخاطبة . وتَعْمَهون : من العَمَه وهو التحيّروالتردد ، الماضي عَمِه بالكسر .
وقوله : « دارت أعينكم » من قوله تعالى : « يَنْظُرُونَ إلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ » ۱ ، ومن قوله : « تَدُورُ أعْينُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ » ۲ .
وقلوبكم مألوسة : من الأَلْس ، بسكون اللام ، وهو الجنون واختلاط العقل .
قوله : « مَا أَنْتُمْ لِي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي » كلمة تقال للأبد ، تقول : لا أفعلُه سَجِيسَ اللَّيالي ، وسَجيس عُجَيْس ، وسَجِيسَ الأوْجَسِ ، معنى ذلك كله الدهر ، والزمان ، وأبداً .
قوله : « ما أنتم بركنٍ يُمَالُ بكم » ، أي لستم بركن يُسْتَند إليكم ، ويُمال على العدوّ بعزّكم وقوّتِكم .
قوله : « ولا زوافر عزّ » ، جمع زافرة ، وزافرة الرجل : أنصاره وعشيرته ؛ ويجوز أن يكون زَوافِر عِزّ ، أي حوامل عِزّ ، زفرتُ الجملَ أزفره زفراً ، أي حمّلته .
قوله : « سُعْر نار الحرب » جمع ساعر ، كقولك : « قوم كُظْمٌ للغيظ » ، جمع كاظم ، وتمتعضون : تأنفون وتَغْضَبُون . وحَمِص الوَغَى : اشتدّ ، وأصلُ الوغى الصوت والجَلَبة ، ثم سُمِّيت الحربُ نفسها وَغى ، لما فيها من الأصوات والجَلَبة . واستحرّ الموت ، أي اشتدّ .
وقوله : « انفرجتم انفراج الرأس » ، أي كما ينفلق الرأس فيذهب نصفه يَمْنَةً ونصفه شَامَة . والمشرفيَّة : السيوف المنسوبة إلى مَشارِف ، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف ، ولا يقال : مشارفيّ ، كما لا يقال : جعافريّ ، لمن ينسب إلى جعافر . وفراش الهام : العظام الخفيفة تلى القَحْف .