والسياسة والحرب ، والفقيه ، والحكيم ، والأديب ... .
مصادر الرضي في نهج البلاغة :
إنّ الإمام الرضي محمد بن الحسين الموسوي قدس سره ، العالم البصير ، والثبْت الخبير المأمون ، قد تصدّى لجمع كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، وروايته وتنظيمه في كتاب أسماه (نهج البلاغة) ، ومن أوّل يوم ظهر للوجود ، وعرفه الناس ، تناقله العلماء ، والأُدباء ، وتلقوه بالقبول والاستحسان ، وتصدوا لشرحه وترجمته ، والتعليق عليه عبر القرون ، دونما نكير أو تشكيك إلاّ من بعض الشّذاذ دونما سبب مهم يوجب التشكيك من مناقضة للكتاب الكريم أو السنة الثابتة أو العقل ، ولا لضرورة من ضروريات الدين .
وكتاب النهج هذا جدير بأن يكون من أجلّ المصادر وأعلاها وأوثقها ، ولا يحتاج بعد إلى مصدر أو مرجع يوثّقه ، شأنه في ذلك شأن سائر ما يرويه المحدثون الثقات ، فيؤخذ بمروياتهم دون تشكيك ، ولا مطالبة بمصدر ، على أنه جاء جلّه مروياً بالأسانيد في مصادر اُخر سابقة أو معاصرة لجامع النهج . وقد صرّح جامعه الشريف الرضي رحمه الله ـ خلاله ـ في أبواب متفرّقة ، بأنّه نقل بعض نصوص نهج البلاغة من مصادر مدوّنة ، ذكر أسماءها وأسماء مؤلفيها ، ومن مصادر مروية بالأسانيد المتصلة إلى الإمام علي عليه السلام ، « والظاهر أنّ تخصيص ذلك البعض بذكر المصدر دون غيره من مندرجات الكتاب ، هو أنّ ذلك البعض ممّا لم تتحقق عند المؤلّف نسبته إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، بخلاف غيره فإنّه على ثقة منه ويقين ، فلا يحتاج إلى ذكر مصدر له تكون العهدة عليه في النقل والنسبة ، وهذه عادة القدماء من أهل التأليف » ۱ ، ونحن نذكر مصادره المدوّنة ، ثم مصادره المروية بالسند ۲ كما ذكرها في ثنايا النهج الشريف .