وأمّا امتناع علي عليه السلام من البيعة حتى أُخرج على الوجه الذي أُخرج عليه ، فقد ذكره المحدّثون ورواه أهل السير .
الأصْلُ :
۰.ومنها :
وَلَمْ يُبَايِعْ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَه عَلَى الْبَيْعَةِ ثَمَنا ، فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ الْبَائِعِ ، وَخَزِيَتْ أَمَانَةُ الْمُبْتَاعِ ، فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا ، وَأَعِدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا ، وَعَلاَ سَنَاهَا ، وَاسْتَشْعِرُوا الصَّبْرَ ، فَإِنَّهُ أَدْعَى إِلَى النَّصْرِ .
الشّرْحُ :
هذا فصل من كلام يذكر فيه عليه السلام عمرو بن العاص . وقوله : « فلا ظفِرت يد البائع » ، يعني معاوية . وقوله : « وخزِيَتْ أمانة المبتاع » ، يعني عمرا ، وخزيت ، أي خسرت وهانت . وفي أكثر النسخ « فلا ظفرت يد المبايع » ، بميم المفاعلة ، والظاهر ما رويناه .
وفي بعض النسخ « فإنه أحزم للنصر » ، من حَزَمْتُ الشيء إذا شددتَه ، كأنّه يشدّ النصر ويوثِّقه . والرواية التي ذكرناها أحسن .
والأُهبة : العدّة . وشبّ لظاها استعارة ، وأصله صعود طرف النار الأعلى . والسنا : الضوء . واستشعروا الصبر : اتخذوه شعارا ، والشِّعار : ما يلي الجسد من الثياب ؛ وهو ألزم الثياب للجسد ؛ يقول : لازموا الصبر كما يلزم الإنسان ثوبَه الذي يلي جِلْدَه لابدّ له منه ، وقد يستغنى عن غيره من الثياب .