ثم قال عليه السلام :
أُنْبِئْتُ بُسْرا قَدِ اطَّلَعَ الْيَمَنَ ، وَإِنِّي وَاللّهِ لَأَظُنُّ أَنَّ هؤُلاءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهمْ عَلَى بَاطِلِهمْ ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ ، وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ في الْحَقِّ ، وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ ۱ في الْبَاطِلِ ، وَبِأَدَائِهِمُ الْأَمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ وَخِيَانَتِكُمْ ، وَبِصَلاَحِهمْ في بِلاَدِهِمْ وَفَسادِكُمْ . فَلَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلاَقَتِهِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِيوَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي ، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرا مِنْهُمْ ، وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرَّا مِنِّي ! اللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، أَمَا وَاللّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ .
هُنَالِكَ ، لَوْ دَعَوْتَ ، أَتَاكَ مِنْهُمْفَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ
ثم نزل عليه السلام من المنبر .
قال الرضي رحمه الله :
أقول : الأرمية جمع رَميٍّ وهو السحابُ ، والحميم ها هنا : وقت الصَّيف ، وإنما خصَّ الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنّه أشدّ جفولاً ، وأسرع خُفوفا لأنّه لا ماء فيه ، وإنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء ، وذلك لا يكون في الأكثر إلاّ زمان الشتاء ، وإنما أراد الشاعر وصفهم