الشّرْحُ :
يجوز أن يكون أشْرَاكا ، جمع شريك ، كشريف وأشراف . ويجوز أن يكون جمع شَرَك ، كَجَبَل وأجبال ، والمعنى بالاعتبارين مختلف . وباض وفَرّخ في صدورهم ، استعارة للوسوسة والإغواء ، ومرادُه طولُ مكثه وإقامته عليهم ؛ لأنّ الطائر لا يبيض ويفرّخ إلاّ في الأعشاش التي هي وطنه ومسكنه . ودبّ ودرج في حُجورهم ، أي ربُّوا الباطل كما يربّي الوالدان الولد في حجورهما . ثم ذكر أنّه لشدة اتحاده بهم وامتزاجه صار كمن ينظر بأعينهم ، وينطق بألسنتِهم ، أي صار الاثنان كالواحد . والخَطل : القول الفاسد . ويجوز : أشرَكه الشيطان في سلطانه ، بالهمزة ، وشركه أيضا ؛ وبغير الهمزة أفصح .
۸
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام يعني به الزبير في حال اقتضت ذلكيَزْعَمُ أَنَّهُ قَدْ بَايَعَ بِيَدِهِ ، وَلَمْ يُبَايِعْ بِقَلْبِهِ ؛ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْبَيْعَةِ ، وادَّعَى الْوَلِيجَةَ فَلْيَأْتِ عَلَيْهَا بِأَمْرٍ يُعْرَفُ ؛ وَإلاَّ فَلْيَدْخُلْ فِيَما خَرَجَ مِنْهُ .
الشّرْحُ :
الوليجة : البطانة ، والأمر يُسَرّ ويكتَم ، قال اللّه سبحانه : « وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً » ۱ . كان الزبير يقول : بايعتُ بيدي لا بقلبي ؛ وكان يدّعي تارة أنّه أُكرِه ، ويدّعي تارة أنّه ورَّى في البيعة تورية ، ونَوَى دخيلهْ ، وأتى بمعاريض لا تُحمل على ظاهرها ، فقال عليه السلام هذا الكلام ، إقرارا منه بالبيعة وادعاء أمر آخر لم يُقِمْ عليه دليلاً ، ولم ينصب له برهانا ، فإمّا أن يقيم دليلاً على فساد البيعة الظاهرة ، وأنها غير لازمة له ، وإمّا أن يعاود طاعته . قال علي عليه السلام للزبير يوم بايعه : إنّي لخائف أن تغدِر بي وتنكث بيعتي ، قال :