النفيَ المطلق ؛ لأنّ الواثق بالماء قد يظمأ ، ولكن لا يكون عطشه على حدّ العطش الكائن عند عدم الماء ، وعدم الوثوق بوجوده .
يقول : إن وثقتم بي وسكنتم إلى قولي ، كنتم أبعدَ عن الضَّلال وأقربَ إلى اليقين وثَلَج النفس ، كمن وَثِقَ بأنّ الماء في إداوته ، يكون عن الظمأ وخوف الهلاك من العطش أبعدَ ممّن لم يثقْ بذلك .
۵
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام لما قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله
وخاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخلافةأَيُّها النَّاسُ ، شُقُّوا أَمْوَاجَ الْفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ ، وَعَرِّجُوا عَنْ طَريقِ الْمُنَافَرَةِ وَضَعُوا تِيجَانَ الْمُفَاخَرَةِ . أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بجَنَاحٍ ، أَوِ اسْتَسْلَمَ فَأَراحَ . هـذَا مَاءٌ آجِنٌ ، وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا . وَمُجْتَنِي الثَّمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إينَاعِهَا ، كَالزَّارِعِ بِغَيرِ أَرْضِهِ .
فَإنْ أَقُلْ يَقُولُوا : حَرَصَ عَلَى الْمُلْكِ ، وَإِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا : جَزِعَ مِنَ الْمَوْتِ ! هَيْهَاتَ بَعْدَ اللَتَيَّا وَالَّتِي ! وَاللّهِ لاَبْنُ أَبي طَالِبٍ آنَسُ بالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ ، بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لاَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ الْبَعِيدَةِ ۱ !