وَلَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلّم ـ وَإِنَّ رَأسَهُ لَعَلَى صَدْرِي . وَلَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فِي كَفِّي ، فَأَمْرَرْتُهَا عَلَى وَجْهِي . وَلَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلَّم ـ وَالْمَلاَئِكُةُ أَعْوَانِي ، فَضَجَّتِ الدَّارُ وَالْأَفْنِيَةُ ؛ مَلَأٌ يَهْبِطُ ، وَمَلَأٌ يَعْرُجُ ، وَمَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ ، يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ . فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِهِ مِنِّي حَيّاً وَمَيِّتاً؟
فَانْفُذُوا عَلَى بَصَائِرِكُمْ ، وَلْتَصْدُقْ نِيَّاتُكُمْ فِي جِهَادِ عَدُوِّكُمْ . فَوَالَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِنِّي لَعَلَى جَادَّةِ الْحَقِّ ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى مَزَلَّةِ الْبَاطِلِ .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللّهَ لِي وَلَكُمْ .
الشّرْحُ :
يمكن أن يعني بالمستحفَظين الخلفاء الذين تقدّموا ؛ لأنّهم الّذين استحفِظوا الإسلام ؛ أي جُعِلوا حافظين له ، وحارسين لشريعته ولحوزته ، ويجوز أن يعني به العلماء والفُضَلاء من الصّحابة ؛ لأنهم استحفِظوا الكتاب ، أي كُلِّفوا حفظَه وحراسته .
والظاهر أنه يرمز في قوله عليه السلام : « لم أردّ على اللّه ، ولا على رسوله ساعة قطّ » إلى أُمور وقعتْ من غيره ، كما جرى يوم الحديبيَة عند سَطْر كتاب الصلح ؛ فإنّ بعض الصحابة ۱ أنكر ذلك .
قوله عليه السلام : « ولقد واسيتُه بنفسي » ، يقال : واسيته وآسيته ، وبالهمزة أفصح ، وهذا مما اختصّ عليه السلام بفضيلته غير مدافَع ، ثبت معه يوم أُحُد وفرّ الناس ، وثبت معه يوم حُنين وفرّ