عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ ؛ وَالْحَكَمُ اللّهُ ، وَالْمَعْوَدُ إِلَيْهِ الْقِيَامَةُ .
وَدَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَرَاتِهِوَلكِنْ حَدِيثاً مَا حَدِيثُ الرَّوَاحِلِ
وَهَلُمَّ الْخَطْبَ فِي ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَلَقَدْ أَضْحَكَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِبْكَائِهِ؛ وَلاَ غَرْوَ وَاللّهِ ، فَيَالَهُ خَطْباً يَسْتَفْرِغُ الْعَجَبَ ، وَيُكْثِرُ الْأَوَدَ ! حَاوَلَ الْقَوْمُ إِطْفَاءَ نُورِ اللّهِ مِنْ مِصْبَاحِهِ ، وَسَدَّ فَوَّارِهِ مِنْ يَنْبُوعِهِ ، وَجَدَحُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ شِرْباً وَبِيئاً ، فَإِنْ تَرْتَفِعْ عَنَّا وَعَنْهُمْ مِحَنُ الْبَلْوَى ، أَحْمِلْهُمْ مِنَ الْحَقِّ عَلَى مَحْضِهِ ؛ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى ، «فَـلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ» ۱ .
الشّرْحُ :
الوضِين : بِطان الْقَتَب ۲ ، وحزام السرج ؛ ويقال للرجل المضطرب في أُموره : إنَّه لَقلِقُ الوضِين ؛ وذلك أنّ الوضِين إذا قلق ، اضطرب القتَبُ أو الهودَجُ ، أو السَّرْج ومَنْ عليه . ويرسِل في غير سَدد ، أي يتكلَّم في غير قصد وفي غير صواب ، والسَّدَدُ والاستداد : الاستقامة والصواب ، والسديد : الذي يصيب السَّدد ، وكذلك المُسِدّ . واستدّ الشيء ، أي استقام . وذِمامة الصّهر ، بالكسر ، أي حرمته ، هو الذّمام . ويروى : « ماتَّة الصِّهر » ، أي حرمته ووسيلته ، متّ إليه بكذا ، وإنّما قال عليه السلام له : « ولك بعد ذِمَامة الصّهر » ؛ لأنّ زينب بنت جحش زوْج رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كانت أسَدِيّة ؛ وأُمّها أُميّة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فهي بنت عمّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، والمصاهرة المشار إليها ، هي هذه . وأما حقّ المسألة ، فلأن للسائل على المسئول حقّا حيث أهّله لأنّ يستفيد منه . والاستبداد بالشيء : التفرّد به . والنَّوْط : الالتصاق . وكانت أثَره ، أي استئثارا بالأمر واستبدادا به ؛ قال النبي صلى الله عليه و آله وسلمللأنصار : « ستلقوْنَ بعدي أثَرَه » . وشحّتْ : بخلت . وسَخَت : جادت ؛ ويعني بالنّفوس التي سَخَتْ نفسَه ، وبالنفوس التي شحّت ؛ أمّا على قولنا فإنه يعني نفوسَ أهل الشورى بعد مقتل عُمَر ، وأمّا على قول الإماميّة ، فنفوسَ أهلِ السَّقِيفة . وليس في الخبر ما يقتضي صَرْفَ ذلك