يحمل كلام أمير المؤمنين عليه السلام وهو مجاز من الإحراق ، والشيء الموضوع لَهَا هذا اللفظ حقيقة . والعورات : الأحوال التي يخاف انتقاضها في ثَغْر أو حرب ، قال تعالى : « يَقُولُونَ إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعوْرَةٍ » ۱ . والكَلَب : الشرّ والأذى .
واعلم أنّ هذا الكلام قد اختلف في الحال التي قاله فيها لعمر ، فقيل : قاله له في غَزَاة القادسيّة ، وقيل في غَزَاة نهاوَنْد . وإلى هذا القول الأخير ذهب محمد بن جرير الطبريّ في « التاريخ الكبير » ، وإلى القول الأول ذهب المدائنيّ في كتاب « الفتوح » .
۱۴۷
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلامفَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله وسلم ، بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ ، بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ ، لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ ، وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ . فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ بِمَا أَرَاهُمْ مِنْ قُدْرَتِهِ ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ ، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُـلاَتِ . وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ!
الشّرْحُ :
الأوثان : جمع وَثَن ؛ وهو الصَّنَم ، ويجمع أيضا على وُثْن ، مثل أسَد وآساد وأُسْد ؛ وسمّي وَثَنا لانتصابه وبقائه على حال واحدة ، من قولك : وثِنَ فلان بالمكان ؛ فهو واثن : وهو الثابت الدائم .
قوله : « فتجلّى سبحانه لهم » ، أي ظهر من غير أن يُرى بالبصر ، بل بما نبَّههم عليه في