اللجام من الدابة ، وهو الفم . ورجفت بهم : تحرّكت واضطربت ، رجف يرجُفُ بالضم ؛ والرّجفة : الزلزلة . والرجّاف من أسماء البحر ؛ سمّي بذلك لاضطرابه .
ثم وصف الزحام الشديد الذي يكون هناك ، فقال : أحسنُ الناس حالاً هناك منْ وَجَد لقدميْه موضعاً ، ومَنْ وجد مكاناً يسعه .
الأصْلُ :
۰.ومنها :فِتَنٌ كَقِطَعِ الْلَّيْلِ الْمُظلِمِ ، لاَ تَقُومُ لَهَا قَائِمَةٌ ، وَلاَ تُرَدُّ لَهَا رَايَةٌ ، تَأْتِيكُمْ مَزْمُومَةً مَرْحُولَةً : يَحْفِزُهَا قَائِدُهَا ، وَيَجْهَدُهَا رَاكِبُهَا ، أَهْلُهَا قَوْمٌ شَدِيدٌ كَلَبُهُمْ ، قَلِيلٌ سَلَبُهُمْ ، يُجَاهِدُهُمْ فِي اللّهِ قَوْمٌ أَذِلَّةٌ عِنْدَ الْمُتَكَبِّرِينَ ، فِي الْأَرْض مَجْهُولُونَ ، وَفِي السَّمَاءِ مَعْرُوفُونَ . فَوَيْلٌ لَكِ يَا بَصْرَةُ عِنْدَ ذلِكَ ، مِنْ جَيْشٍ مِنْ نِقَمِ اللّهِ ! لاَ رَهَجَ لَهُ ، وَلاَ حَسَّ ، وَسَيُبْتَلَى أَهْلُكِ بِالْمَوْتِ الْأَحْمَرِ ، وَالْجُوعِ الْأَغْبَرِ!
الشّرْحُ :
قطع الليل : جمع قِطْع ، وهو الظلمة ، قال تعالى : « فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيلِ» ۱ .
قوله : « لا تقوم لها قائمة » ، أي لا تنهض بحربها فئة ناهضة ، أو لا تقوم لتلك الفتن قائمة من قوائم الخيل ، يعني لا سبيل إلى قتال أهلها ، ولا يقوم لها قلعة قائمة أو بنيَّة قائمة بل تنهدم .
قوله : « ولا يردّ لها راية » ، أي لا تنهزم ولا تفرّ ؛ لأنها إذا فرّت فقد رُدّتْ على أعقابها.
قوله : « مزمومة مرحولة » ، أي تامّة الأدوات كاملة الآلات ، كالناقة التي عليها رَحْلها وزمامها قد استعدّت لأنّ تُركب . يحفزها : يدفعها . ويجهَدها : يحمل عليها في السَّيْر فوق طاقتها ، جَهَدتْ دابّتي ، بالفتح ، ويجوز : أجهدت ، والمراد أنّ أربَاب تلك الفتن يجتهدون ويجدّون في إضرام نارها ، رجلاً وفرساناً ، فالرّجل كنّى عنهم بالقائد ، والفرسان كنّى عنهم