النبيّ صلى الله عليه و آله من أخبار المَلاحِم والغائبات ، وقد كان شكّ منهم جماعة في أقواله ؛ ومنهم مَنْ واجهه بالشكّ والتهمة .
الفصل الرابع : وهو من قوله : « فنظرت في أمري .. » إلى آخر الكلام ، هذه كلمات مقطوعة من كلام يذكر فيه حاله بعد وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنه كان معهودا إليه ألاّ ينازِعَ في الأمر ، ولا يثيرَ فتنة ، بل يطلبه بالرفق ؛ فإن حَصَل له وإلاّ أمسك .
هكذا كان يقول عليه السلام ، وقوله الحق ، وتأويلُ هذه الكلمات : فنظرت فإذا طاعتِي لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أي وجوب طاعتي ، فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه .
قد سَبَقَت بيعتي للقوم ؛ أي وجوب طاعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله عليّ ، ووجوب امتثالي أمرَه سابقٌ على بَيْعتي للقوم ، فلا سبيلَ لي إلى الامتناع من البَيْعة ؛ لأنّه صلى الله عليه و آله أمرَني بها .
وإذا الميثاق في عُنُقي لغيري ؛ أي رسول اللّه صلى الله عليه و آله أخذ عليّ الميثاق بترك الشِّقاق والمنازعة ، فلم يحلّ لي أن أتعدّى أمرَه ، أو أُخالف نهيَه ۱ .
صرّح شيخنا أبو القاسم البلخي رحمه اللّه تعالى : أنه ـ يعني عليا عليه السلام هو ـ الأفضل والأحق بالإمامة ، وصرّح به تلامذتُه ، وقالوا : لو نازع عَقِيْب وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلّ سيفه لحكمْنا بهلاك كلّ من خالفه وتقدّم عليه ، كما حكمنا بهلاك مَنْ نازعه حين أظهر نفسه ، ولكنّه مالك الأمر وصاحب الخلافة ؛ إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق مَنْ ينازعه فيها ، وإذا أمسك عنها وجب علينا القول بعدالة من أغضى له عليها ، وحكمه في ذلك حكم رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ لأنّه ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنّه قال : « علي مع الحق ، والحق مع