قال الرضي (رَحمهُ اللّهُ تعالى) : وهذه من الاستعارات العجيبة ، كأنه يشبه السَّتَهَ بالوعاء ، والعين بالوكاء ، فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء . وهذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي صلى الله عليه و آله ، وقد رواه قوم لأميرالمؤمنين عليه السلام ؛ وذكر ذلك المبرد في كتاب (المقتضب) في باب اللفظ بالحروف .
قالَ الرَّضيّ : وقد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم (بمجازات الآثار النبوية) .
الشّرْحُ:
المعروف أنّ هذا من كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، ذكَرَه المحدِّثون في كُتِبهم وأصحابُ غَرِيب الحديث في تصانيفهم ، وأهلُ الأدب في تفسير هذه اللّفظة في مجموعاتهم اللّغوية ، ولعل المبرِّد اشتَبَه عليه فنَسَبه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، والرواية بلَفْظ التثنية : «العَيْنان وِكاءُ السَّتَهِ» ، والسَّتَهُ : الاسْتُ .
وقد جاء في تمامِ الخَبَر في بعض الرّوايات : «فإذا نامت العَيْنان استَطلَق الوِكاء» ، والوكاء : رِباطُ القِرْبة ، فجعل العَيْنين وِكاء ـ والمُرَادُ اليَقَظة ـ للسَّتَه كالوِكاء للقِرْبة ، ومنه الحديث في اللُّقَطة : «احْفَظ عِفاصَها ووِكاءها ، وعرّفها سنةً ، فإن جاء صاحِبُها وإلاّ فشأنَك بها» ، والعِفاص : السِّداد ، والوكاء : السّداد ، وهذه من الكِنايات اللطيفة .
۴۷۶
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام في كلامٍ لَه :وَوَلِيَهُمْ وَالٍ فأَقَامَ وَاسْتَقَامَ ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ .
الشّرْحُ:
الجِران : مقدَّم العُنُق ، وهذا الوالي هو عمرُ بنُ الخَطاب ۱ .