وَأن لا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ .
الشّرْحُ:
قد أخَذ المعنَى الأوّل القائلُ :
عليكَ بالصِّدْق ولَو أنّهأحْرَقَك الصِّدْقُ بنارِ الوَعِيدْ
ويَنبغِي أن يكونَ هذا الحُكْم مقيّدا لا مطلقاً ، لأنّه إذا أضَرّ الصِّدْق ضَرَراً عظيماً يؤدِّي إلى تَلَف النَّفْس أوْ إلى قَطْع بعضِ الأعضاء لم يَجُزْ فِعلُه صَريحاً ، ووجَبتْ المعَاريضُ حينئذٍ .
قال عليه السلام : «وأن لا يكونَ في حديثِك فَضْل عن علمِك» ، مَتَى زاد مَنطِق الرجل على عِلْمِه فقد لَغَا وظَهَر نقصُه ، والفاضلُ من كان عِلمُه أكثرَ من مَنطِقه . قوله : «وأن تَتّقي اللّه في حديثِ غيرك » ، أي في نَقْلِه وروايتِه فَترْوِيه كما سَمِعْتَه من غير تحريف .
۴۶۸
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام :يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ عَلَى التَّقْدِيرِ ، حَتَّى تَكُونَ الآفَةُ فِي التَّدْبِيرِ .
قال : وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف هذه الألفاظ ۱ .
الشّرْحُ:
قد تقدَّم هذا المعنى ، وهو كثيرٌ جداً ، ومن جيّده قول الشاعر :
لعَمْرُك ما لامَ ابنُ أخطبَ نَفْسَهولكنه من يَخْذُل اللّه يخذلِ
لجاهدَ حتى تَبلُغَ النفس عُذْرَهاوقَلْقَل يبغي العِزَّ كلَّ مُقَلْقَلِ