ذلك لأنّ مسائلَ الرِّبا مُشتَبِهة بمسائل البَيْع ، ولا يَفْرِق بينهما إلاّ الفقيه حتّى إنّ العُظماءَ من الفقهاء قد اشتَبَه عليهم الأمرُ فيها فاختلفوا فيها أشدَّ اختلاف .
۴۵۷
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام :مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ؛ ابْتَلاَهُ اللّهُ بِكِبَارِهَا .
الشّرْحُ:
إنّما كان كذلك لأنّه يشكو اللّه ويَتسخّط قضاءه ، ويَجْحد النّعمة في التّخفيف عنهُ ، ويدّعي فيما ليس بمجحِف بهِ من حوادث الدهر أنّهُ مجحف ويتألمُ بين الناس ؛ لذلك أكثَر ممّا تقتضيه نَكْبَتُه ، ومَن فعَلَ ذلك استَوْجَب السُّخْطَ من اللّه تعالى ، وابتُلِيَ بالكثير من النَّكبة ، وإنما الواجب على من وقع في أمر يَشُق عليه ، ويتألّم منه ويَنال من نفسه ، أو من مالِه نَيْلاً ما ، أن يَحمَد اللّه تعالى على ذلك ، ويقول : لعلّه قد دَفَع بهذا عنّي ما هو أعظَم منه ، ولئن كان قد ذهب من مالي جزءٌ فلقد بقَي أجزاءٌ كثيرة .
۴۵۸
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام :مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ ، هَانَتْ عَلَيْهِ شَهَوَتُهُ .
الشّرْحُ:
قد تقدّم مِثلُ هذا المعنى مِرارا ، ومن الكلام المشهور بين العامّة : قبّح اللّه امرأً تَغْلِب شَهْوَته على نَخْوَته .