669
تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي

الشّرْحُ:

هذا كلامٌ يُخاطِب به أهل العبادات والصلاة ، قال : قليلٌ من النوافل يدومُ المرءُ عليه خيرٌ له من كثير منها يمَلّه ويترُكه .
والجيّد النادر في هذا قولُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ هذا الدِّين متين ، فأوْغِلْ فيه برِفْق ، فإنّ المنْبتَّ لا أرضا قَطَع ولا ظَهْراً أبْقَى .

۴۵۴

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :إذَا كَانَ في رَجُلٍ خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرُوا مِنْهُ أَخَوْاتِهَا .

الشّرْحُ:

مثال ذلك إنسان مَستور الحال عنا رأيْناه وقد صدرتْ عنه حركةٌ تَروعُك وتُعجبك ؛ إمّا لحُسنها أو لقُبْحها ، مثل أن يتصدّق بشيء له وَقْع ومقدار مِن مالِه ، أو ينكر منكرا عجز غيرُه عن إنكاره ، أو يَسرِق أو يَزني ، فينبغي أن يُنتظر ويُترقّب منه أخَوات ما وَقَع منه ؛ وذلك لأنّ العقل والطبيعة الّتي فيه المحرِّكة له إلى فعل تلك الحركة ، لابدّ أن تحرّكه إلى فِعْل ما يُناسِبها ، لأنّه ما دعته إلى فعل تلك الحركة لخصوصيّة تلك الحركة ، بل لما فيها من المعنى المقتضي وقوعها وهذا يتعدّى إلى غيرها ممّا يجانسها .

۴۵۵

الأصْلُ:


تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
668

۴۵۲

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام وقد جاءه نعي الأشتر رحمه الله : مَالِكٌ ، وَمَا مَالِكٌ ! وَاللّهِ لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً ، أوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً ، لاَ يَرْتَقِيهِ الْحَافِرُ ، وَلاَ يُوفِي عَلَيْهِ الطَّائِرُ .
وقال الرضي رَحِمهُ اللّهُ تعالى : والفند : المنفرد من الجبال .

الشّرْحُ:

يقال : إنّ الرّضيّ خَتم كتاب نَهْج البلاغة بهذا الفصل ، وكُتبتْ به نُسَخٌ متعدِّدة ثمّ زاد عليه إلى أن وَفى الزِّيادات التي نذكرها فيما بعد .
وقد تقدّم ذكرُ الأشتر ، وإنما قال : لو كان جَبَلاً لكان فِنْداً ، لأنّ الفندِ قطعةُ الجَبل طُولاً ، وليس الفِنْد القِطعةَ من الجبل كيفما كانت ، ولذلك قال : لا يرتقيه الحافر ، لأنّ القطعة المأخوذة من الجَبَل طُولاً في دِقّة لا سبيل للحافر إلى صعودِها ، ولو أُخِذت عَرْضاً لأمكَنَ صُعُودها .
ثم وَصَف تلك القطعَة بالعلوّ العظيم ، فقال : ولا يوفي عليه الطائر ، أي لا يصعد عليه ، يقال : أوفى فلانٌ على الجبَل : أشرَف .

۴۵۳

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ ، خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ .

  • نام منبع :
    تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
    سایر پدیدآورندگان :
    عبد الحمید بن هبة الله ابن ابی الحدید، به کوشش: سید عبد الهادی شریفی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5870
صفحه از 800
پرینت  ارسال به