الشّرْحُ:
رُوِي : «فإنّكَ لا تُخلِّفه إلاّ لأحدِ رجلين» ، وهذا الفصل نَهيٌ عن الادّخار ، وقد سَبَق لنا فيه كلامٌ مُقنع .
وخلاصةُ هذا الفَصْلِ أنّك إنْ خلّفت مالاً ؛ فإمّا أن تخلِّفه لمن يَعمل فيه بطاعة اللّه ، أو لِمن يَعمَل فيه بمعصيته ، فالأوّل ، يَسعَد بما شَقيتَ به أنتَ ، والثاني ، يكون مُعانا منك على المَعْصية بما تركتَه له من المال ، وكلا الأمرينِ مذموم ، وإنّما قال له : «فارْجُ لمن مضى رحمةَ اللّه ، ولمن بَقيَ رزقَ اللّه » ، لأنّه قال في أوّل الكلام : «قد كان لهذا المال أهلٌ قَبْلَك ، وهو صائرٌ إلى أهلٍ بَعدك » .
۴۲۵
الأصْلُ:
۰.وقالَ عليه السلام (لقائلٍ قالَ بحضرَتهِ : أَسْتَغْفِرُ اللّهَ ) : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ! أَتَدْرِي مَا الاْسْتِغْفَارُ ؟ الاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ ، وَهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ : أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى ، وَالثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً ، وَالثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللّهَ عزَّ وجَلَّ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ ، وَالرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا ، وَالْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ ، وَالسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ الْمَعْصِيَةِ ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَقُولُ : «أَسْتَغْفِرُ اللّهَ» .
الشّرْحُ:
قد رُوِي : «إنَّ الاستغفارَ درجهُ العلِّيين» ، فيكون على تقدير حَذْف مضاف ، أي أنّ دَرَجة الاستغفار درجة العِلِّيّين ، وعلى الرواية الأُولى يكون على تقدير حَذْف مضاف أي أن