حَمَامٌ وَهذَا نَعَامٌ ؛ دَعَا كُلَّ طَائِرٍ بَاسْمِهِ ، وَكَفَلَ لَهُ بِرِزْقِهِ .
وَأَنْشَأَ السَّحَابَ الثِّقَالَ فَأَهْطَلَ دِيَمَهَا ، وَعَدَّدَ قِسَمَهَا ؛ فَبَلَّ الْأَرْضَ بَعْدَ جُفُوفِهَا ، وَأَخْرَجَ نَبْتَهَا بَعْدَ جُدُوبِهَا ۱ .
الشّرْحُ:
قوله : «وأسْرَج لها حَدقتين» ، أي جعلهما مضيئتين كما يضيء السراج ، ويقال : حدقة قمراء أي منيرة ، كما يقال : ليلة قمراء أي نيّرة بضوء القمر . و «بهما تَقْرِض» أي تَقطَع ، والراء مكسورة . والمِنْجلان : رجلاها ؛ شبّههما بالمناجل لعوجهما وخشونتهما . ويَرْهبها : يخافها . ونزواتها : وثباتها . والجدْب : المحل .
۲۳۲
الأصْلُ:
۰.ومن خطبة له عليه السلام في التوحيد
وتجمع هذه الخطبة من أُصول العلم ما لا تجمعه خطبة غيرها :مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ ، وَلاَ حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ ، وَلاَ إِيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ ، وَلاَ صَمَدَهُ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ . كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنُوعٌ ، وَكُلُّ قَائِمٍ فِي سِوَاهُ مَعْلُولٌ .
فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَابِ آلَةٍ ، مُقَدِّرٌ لاَ بِجَوْلِ فِكْرَةٍ ، غَنِيٌّ لاَ بِاسْتِفَادَةٍ . لاَ تَصْحَبُهُ الْأَوْقَاتُ ، وَلاَ تَرْفِدُهُ الْأَدَوَاتُ ؛ سَبَقَ الْأَوْقَاتَ كَوْنُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالاِبْتِدَاءَ أَوَّلُهُ .