أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ، إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ ، وَمُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَبَرِئَ ؛ وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبهِ ؛ وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى ، فَذلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبيلَ الْهُدَى ، وَقَامَ عَلَى الطَّريق ، وَنُوِّرَ فِي قَلْبِهِ الْيَقِينُ ۱ .
الشّرْحُ:
وقد ذكرْنا فيما تقدّم ، وسنذكر فيما بعدُ من هذا المعنى ما يجب . وكان النهيُ عن المنكَر معروفا في العرب في جاهليّتها ؛ كان في قريش حِلْف الفُضول ، تحالفتْ قبائلُ منها على أن يَردَعُوا الظالم ، ويَنصُروا المظلوم ، ويردّوا عليه حقَّه ما بلَّ بحرٌ صوفة ، وقد ذكرنا فيما تقدّم .
۳۸۰
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام في كلام آخر له يجري هذا المجرى :
فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ للْمُنْكَرِ بيَدِهِ وَلِسَانِهِ وَقَلْبهِ ، فَذَلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ ؛ وَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِهِ وَقَلْبهِ وَالتَّارِكُ بِيَدِهِ ، فَذلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ، وَمُضَيِّعٌ خَصْلَةً ؛ وَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ ، وَالتَّارِكُ بيَدِهِ وَلِسَانِهِ ، فَذلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ مِنَ الثَّـلاَثِ ، وَتَمَسَّكَ بوَاحِدَةٍ ؛ وَمِنْهُمْ تَارِكٌ لاِءِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَيَدِهِ ، فَذلِكَ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ ؛ وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ عِنْدَ الْأَمْرِ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ إِلاَّ كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ، وَإِنَّ الْأَمْرَ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ