وعاشِرُها : من عَلِم أنّ كلامَه مِن عَمله قلَّ كلامُه إلاّ فيما يَعنيه ؛ لا رَيْبَ أنّ الكلامَ عَملٌ من الأعمال ، وفِعلٌ من الأفعال ، فكما يُستهجَن من الإنسان ألاّ يزال يُحرِّك يدَه وإن كان عابثا ، كذلك يُستهجَن ألاّ يزال يُحرِّك لسانَه فيما هو عَبَث ، أو يَجرِي مَجرَى العَبَث .
۳۵۶
الأصْلُ:
۰.لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَـلاَثُ عَلاَمَاتٍ :
يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ، وَمَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ ، وَيُظَاهِرُ الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ .
الشّرْحُ:
يُمكِن أن يفسَّر هذا الكلامُ على وجهين .
أحدُهما : أنّ كلَّ من وُجِدَت فيه إحدى هذه الثلاث فهوَ ظالم ، إمّا أن يكون قد وجبتْ عليه طاعةُ مَن فوقَه فعصاه ، فهو بعصيانه ظالم له ، لأنّه قد وضعه في غير موضعه ، والظُّلم في أصل اللّغة ؛ هو هذا المعنى ، فكذلك من عَصَى مَن فوقَه فقد زَحزَحه عن مَقامه إذا لم يُطِعه . وإمّا أن يكون قد قهر مَن دُونَه وغلبَه . وإمّا أن يكون قد ظاهَر الظَلَمة .
والوجه الثاني : أنّ كلّ ظالم فلابدّ من اجتماع هذه العلامات الثلاثِ فيه ؛ وهذا هو الأظهر .
۳۵۷
الأصْلُ:
۰.عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ ، وَعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلاَءِ يَكُونُ الرَّخَاءُ .