الشّرْحُ:
وينبغي أن يكون قوله عليه السلام محمولاً على الثّناء في وجهِ الإنسان ؛ لأنّه هو الموصوف بالمَلق إذا أفْرطَ ، فأمّا من يُثنِي بظَهْر الغَيْب فلا يُوصَف ثناؤه بالملَق ؛ سواءٌ كان مُقتصِدا أو مسرِفاً . وقوله عليه السلام : «والتقصير عن الاستحقاق عيٌّ أو حَسَد» لا مزيدَ عليه في الحُسنِ ؛ لأنّه إذا قَصّر به عن استِحقاقه كان المانع إمّا من جانب المُثني فقط من غير تعلّق له بالمثنى عليه ، أو مع تعلُّق به ؛ فالأوّل هو العِيّ والحَصر ، والثاني هو الحسد والمنافسة .
۳۵۴
الأصْلُ:
۰.أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِها صَاحِبُها ۱ .
الشّرْحُ:
قد ذكرْنا هذا فيما تقدّم وذكرنا العِلّة فيه ، وهي أنّ فاعَل ذلك الذَّنْب قد جَمَع بين فعْل الذّنب وفِعْل ذَنْب آخَرَ ، وهو الاستهانة بما لا يُستهان به ، لأنّ المَعاصِي لا هين فيها ، والصغير منها كَبير ، والحقيرُ منها عظيم ، وذلك لجلالةِ شأن المعْصيِّ سبحانَه . فأمّا من يذنِب ويَستعظم ما أتاه ، فحاله أخفّ من حالِ الأوّل ، لأنّه يكاد يكون نادما .
۳۵۵
الأصْلُ:
۰.مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرهِ ، وَمَنْ رَضِيَ برِزْقِ اللّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى