فقال له : أَيَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أسْمَعُ ! أَلاَ تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هذَا الرَّنِينِ!
(وأقبل حرب يمشي معه وهو عليه السلام راكب ، فقال له ) : ارْجِعْ ، فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ، وَمَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ .
الشّرْحُ:
الرّنين : الصوت ، وإنما جعله فتنة للوالي لما يتداخله من العُجْب بنفسه والزَّهْو ، ولا ريب أيضا في أنّه مذلّة للمؤمن ، فإنّ الرّجل الماشي إلى ركاب الفارس أذلّ الناس .
۳۲۹
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام وقد مر بقتلى الخوارج يوم النَّهْرَوَان : بُؤْساً لَكُمْ ، لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ . فقيل له : مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ المؤمنين؟
فقال :
الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ ، وَالنَّفُسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ ، غَرَّتْهُمْ بالْأَمَانِيِّ ، وَفَسَحَتْ لَهُمْ في الْمَعَاصِي ، وَوَعَدَتْهُمُ الإِظهَارَ ؛ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ .
الشّرْحُ:
يقَالُ : بؤسَى لزيد وبؤسا ـ بالتنوين ـ لزيد ، فبؤسى نظيره نُعمَى . وبؤسا نظيره نعمةً ، ينتصب على المصدر .
وهذا الكلام ردّ على المجبِّرة ، وتصريح بأن النفس الأمّارة بالسوء هي الفاعلة . والإظهار : مصدر ، أظهرته على زيد ، أي جعلته ظاهرا عليه غالبا له ، أي وعدتهم الانتصار والظفر .