الشّرْحُ:
هذا كلام في التوكّل ، وقد سبق القول فيه .
وقال بعض العلماء : لا يشغلَك المضمونُ لك من الرّزق عن المفروض عليك من العَمل ، فتضيّع أمرَ آخرتك ، ولا تنال من الدنيا إلا ما كَتَب اللّه لك .
۳۱۷
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام لأنسِ بنِ مالكٍ ، وقد كان بَعَثَه إلى طلحةَ والزبير لما جاءا إلى البصرة يذكّرهُما شيئاً مما سمعه من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في معناهما ، فَلَوَى عن ذلك فرجع إليه ، فقال : إِنِّي أُنْسِيتُ ذلِكَ الْأَمْرَ ، فَقال عليه السلام :
إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللّهُ بِهَا بَيْضَاءَ لاَمِعَةً لاَ تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ .
قال : يعني البرص ، فأصاب أنساً هذا الداء فيما بعد في وجهه ، فكان لا يُرى إلاّ مُتَبرقِعاً .
الشّرْحُ:
المشهور أنّ عليا عليه السلام ناشد الناس اللّه في الرّحبة بالكوفة ، فقال : أنشدكم اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول لي وهو منصرف من حَجّة الوداع : «من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهـمّ وَالِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه» ! فقام رجال فشهدوا بذلك ، فقال عليه السلام لأنس بن مالك : لقد حضرتَها ، فما بالُك ! فقال : يا أميرَ المؤمنين كبرتْ سنّي ، وصار ما أنساه أكثر مما أذكره ؛ فقال له : «إن كنت كاذبا فضربك اللّه بها بيضاء لا تواريها العِمامة» ، فما مات حتى أصابه البرص . فأما ماذكره الرضيّ من أنّه بعث أنسا إلى طلحة والزبير فغيرُ معروف .
وقد ذكر ابنُ قتيبة حديث البرص ، والدعوة التي دعا بها أمير المؤمنين عليه السلام على أنس ابن مالك في كتاب ( المعارف ) في باب البُرْص من أعيان الرجال ، وابن قتيبة غير متّهم في حقّ