۲۸۸
الأصْلُ:
۰.بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ ۱ .
الشّرْحُ:
قد تقدّم ذِكرُ الدّنيا وغُرورها ، وأنّها بشَهَواتها ولذّاتِها حِجابٌ بين العبد وبين المَوْعظة ، لأنّ الإنسانَ يَغترّ بِالعاجِلة ، ويتوهّم دَوامَ ما هو فيه ، وإذا خَطَر بباله الموتُ والفَناء وَعَد نفسَه رحمةَ اللّه تعالى وعفوَه ، والإخلاد إلى عفوِ اللّه تعالى والاتّكال على المغفرة مع الإقامة على المعصية ، غرورٌ لا محالةَ ، والحازم مَن عمل لما بعد الموت ، ولم يُمنِّ نفسه الأماني التي لا حقيقة لها .
۲۸۹
الأصْلُ:
۰.جَاهِلُكُمْ مُزْدَادٌ ، وَعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ .
الشّرْحُ:
هذا قريب ممّا سلف : يقول : إنّ الجاهل من الناس مُزْداد من جَهْلِه ، مُصِرٌّ على خطيئته ، مسوِّف من توهُّماته وعقيدته الباطلة بالعَفْو عن ذَنْبه ، وليس الأمر كما توهّمه . «ليـسَ بأمانيّكُمْ ولا أمانيِّ أهلِ الكتاب من يَعمَل سوءاً يُجْزَ به ولا يَجِدْ له من دُون اللّه وليّا ولا نصيراً» ۲ .