الشّرْحُ:
قوله : «وربّما شَرِق شاربُ الماء قبلَ ريِّه» ، كلامٌ فصيح ، وهو مَثَلٌ لمن يُختَرم بَغتةً أو تَطرُقه الحوادثُ والخُطوب وهو في تلْهِيَةٍ مِنْ عيشه . ومثل الكلمة الأُخرى قولهم : على قدْر العَطِيّة تكون الرّزيّة . والقولُ في الأماني قد أوسَعْنا القول فيه مِن قبل ، وكذلك في الحظوظ .
۲۸۲
الأصْلُ:
۰.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لاَمِعَةِ الْعُيُونِ عَلاَنِيَتِي ، وَتُقَبِّحَ فِيَما أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي ، مُحَافِظاً عَلَى رِياءِ النَّاس مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي ، فَأُبْدِيَ لِلنَّاس حُسْنَ ظَاهِرِي ، وَأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي ، تَقَرُّباً إلَى عِبَادِكَ وَتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ .
الشّرْحُ:
قد تقدّم القولُ في الرِّياء ، وأن يُظهِر الإنسانُ من العبادة والفِعل الجميل ما يُبطن غيره ، ويقصد بذلك السُّمعة والصِّيت لا وجه اللّه تعالى .
وقد جاء في الخبر المرفوع : «أخوَفُ ما أخافُ على أُمَّتي الرِّياء والشَّهوة الخفيّة» ۱ .
قال المفسِّرون : والرِّياء من الشّهوة الخفيّة ، لأنّه شَهوة الصِّيت والجاه بين الناس بأنه مَتِين الدِّين ، مُواظِب على نوافِل العِبادات ، وهذه هي الشّهوة الخفيّة ، أي ليست كشهوة الطعام والنّكاح وغيرِهما من المَلاذّ الحسيّة . وفي الخبر المرفوع أيضا :