۲۶۴
الأصْلُ:
۰.وَمنهُ : أَنه شيع جيشاً يُغزِيه فقال : اعْزِبُوا عَنِ النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ .
ومعناه : اصدفوا عن ذكر النساء وشغل القلب بهن ، وامتنعوا من المقاربة لهن ، لأنّ ذلك يَفُتّ في عضد الحميّة ، ويقدح في معاقد العزيمة ، ويكسر عن العَدُوِّ ، ويلفت عن الإبعاد في الغزو ، فكلّ من امتنع من شيء فقد أعْزَبَ عنه ، والعازب والعزوب : الممتنع من الأكل والشرب .
الشّرْحُ:
التفسير صحيح ، لكنّ قوله : من امتنع من شيء فَقد أعزَب عنه ، ليس بجيّد ؛ والصحيح : فقد عَزَب عَنْه . ثلاثيُّ .
۲۶۵
الأصْلُ:
۰.ومنهُ : كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزِةٍ مِنْ قِدَاحِهِ .
قالَ : الياسرون هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور ، والفالج : القاهر والغالب ، يقال : فلج عليهم وفلجهم ، وقال الراجز :
*لما رأيت فالجاً قد فلجا*
الشّرْحُ:
أوّل الكلام أنّ المرء المسلِم ما لم يغشَ دَناءةً يَخشَع لها إذا ذكرتْ ، ويُغرِي به لئامَ النّاس ، كالياسِر الفالِجِ ينتظر أوّل فوزَةٍ من قِداحه ، أو داعيَ اللّه ، فما عند اللّه خيرٌ للأبرار ، يقول : هو بين خيرتين : إمّا أن يصيرَ إلى ما يُحِبّ من الدنيا ، فهو بمنزلة صاحب القِدْح المُعَلّى ، وهو