الشّرْحُ:
كان يقال : الحِدّة كُنْية الجهل . وكان يقال : لا يصحّ لحَديدٍ رَأْي ، لأنّ الحِدّة تُصْدِئُ العَقْل كما يُصْدِئُ الخَلُّ المِرآة فلا يَرَى صاحبُه فيه صورة حسن فيَفعَله ، ولا صُورة قبيح فيجتنِبَه . وكان يقال : أوّل الحِدّة جنون وآخِرها نَدَم . وكان يقال : لا تَحمِلنّك الحِدّة على اقتراف الإثم ، فتشفِيَ غيظَك ، وتُسقِم دِينَك .
۲۵۳
الأصْلُ:
۰.صِحَّةُ الْجَسَدِ ، مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ .
الشّرْحُ:
معناه أنّ القليل الحسَدِ لا يزال مُعَافىً في بدنه ، والكثير الحَسد يُمْرِضه ما يجده في نفسه من مَضاضَة المُنافسة ، وما يتجرّعه من الغيظ ، ومزاجُ البدَن يتْبع أحوالَ النّفس .
۲۵۴
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام لِكُمَيْل بن زياد النخعي : يَا كُمَيْلُ ، مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا في كَسْبِ الْمَكَارِمِ ، وَيُدْلِجُوا فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ ، فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ ؛ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلاَّ وَخَلَقَ اللّهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً ، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ ، حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ