543
تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي

الشّرْحُ:

كان يقال : الحِدّة كُنْية الجهل . وكان يقال : لا يصحّ لحَديدٍ رَأْي ، لأنّ الحِدّة تُصْدِئُ العَقْل كما يُصْدِئُ الخَلُّ المِرآة فلا يَرَى صاحبُه فيه صورة حسن فيَفعَله ، ولا صُورة قبيح فيجتنِبَه . وكان يقال : أوّل الحِدّة جنون وآخِرها نَدَم . وكان يقال : لا تَحمِلنّك الحِدّة على اقتراف الإثم ، فتشفِيَ غيظَك ، وتُسقِم دِينَك .

۲۵۳

الأصْلُ:

۰.صِحَّةُ الْجَسَدِ ، مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ .

الشّرْحُ:

معناه أنّ القليل الحسَدِ لا يزال مُعَافىً في بدنه ، والكثير الحَسد يُمْرِضه ما يجده في نفسه من مَضاضَة المُنافسة ، وما يتجرّعه من الغيظ ، ومزاجُ البدَن يتْبع أحوالَ النّفس .

۲۵۴

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام لِكُمَيْل بن زياد النخعي : يَا كُمَيْلُ ، مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا في كَسْبِ الْمَكَارِمِ ، وَيُدْلِجُوا فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ ، فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ ؛ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلاَّ وَخَلَقَ اللّهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً ، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ ، حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ


تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
542

۲۵۱

الأصْلُ:

۰.يَابْنَ آدَمَ ، كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ ، وَاعْمَلْ فِي مالِكَ مَا تُؤثِرُ أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ .

الشّرْحُ:

لا ريبَ أن الإنسان يُؤثر أن يُخرَج مالُه بعد موته في وجوه البِرّ والصدقات والقُرُبات ليَصِل ثوابُ ذلك إليه ، لكنّه يضِنّ بإخراجه وهو حيٌّ في هذه الوجوه لحبّه العاجلة وخوفِه من الفقر والحاجة إلى الناس في آخِر العُمر ، فيقيم وصيّاً يَعمَل ذلك في ماله بعد موته .
وأوصَى أميرُ المؤمنين عليه السلام الإنسانَ أن يَعمَل في ماله وهو حيّ ما يُؤثِر أن يُجعَل فيه وصيّة بعد موته ، وهذه حالة لا يَقدِر عليها إلاّ من أخَذَ التوفيقُ بيَدِه .

۲۵۲

الأصْلُ:

۰.الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ ، لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ ؛ فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكَمٌ .

  • نام منبع :
    تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
    سایر پدیدآورندگان :
    عبد الحمید بن هبة الله ابن ابی الحدید، به کوشش: سید عبد الهادی شریفی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5791
صفحه از 800
پرینت  ارسال به