وقَد روي ما يُناسِبَ هَذَا الكَلاَمَ عن النَبيِّ صلى الله عليه و آله وسلم ، ولا عَجَبَ أنْ يَشْتَبهَ الكَلامَانَ ، فإنّ مُسْتقاهُما من قَلِيبٍ ، وَمفْرغَهُما من ذَنوبٍ .
الشّرْحُ:
الذَّنُوب : الدلو المَلأى ، ولا يقال لها وهيَ فارغةٌ : ذَنُوب ، ومعنى الكلمة أن الدّار المبنيّة بالحجارة المَغْصوبة ولو بحَجَر واحد ، لابدّ أن يتعجّل خرابُها ، وكأنّما ذلك الحجَر رَهْن على حصول التخرّب ، أي كما أنّ الرَّهْن لابدّ أن يُفْتَكّ ، كذلك لابدّ لِما جُعل ذلك الحجرُ رَهْنا عليه أن يَحصُل .
۲۳۸
الأصْلُ:
۰.يَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ ، أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى الْمَظْلُومِ .
الشّرْحُ:
قد تقدّم الكلامُ في الظّلم مراراً .
وكان يقال : اذكُر عندَ الظّلم عدلَ اللّه تعالى فيكَ ، وعند القُدْرة قدرةَ اللّه تعالى عليك .
وإنّما كان يومُ المظلوم على الظالم أشدَّ من يومه على المظلوم ، لأنّ ذلك اليومَ يومُ الجزَاء الكُلّيّ ، والانتقام الأعظم ، وقُصارَى أمرِ الظالم في الدنيا أن يَقتُل غيرَه فيُمِيته مِيتةً واحدة ، ثمّ لا سبيل له بعد إماتته إلى أن يُدخِل عليه ألما آخَر ؛ وأمّا يومُ الجَزاء فإنّه يومٌ لا يموت الظالم فيه فيَستريح ، بل عذابُه دائمٌ متجدِّد ، نعوذ باللّه من سُخْطِهِ وعِقابه .