۲۰۰
الأصْلُ:
۰.لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ ، وَاللّهُ يُحِبُّ المحْسِنِينَ ۱ .
الشّرْحُ:
قد أخذتُ أنا هذا المعنَى فقلتُ من جملةِ قصيدةٍ لي حِكْميّة :
لا تُسدِيَنّ إلى ذي الّلؤم مَكرُمةًفإنّه سَبَخٌ لا يُنبت الشجَرَا
فإنْ زرَعتَ فمحفوظٌ بمَضْيَعةٍوأكْلُ زَرْعِك شكرُ الغَيْر إن كَفَرَا
۲۰۱
الأصْلُ:
۰.كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلاَّ وِعَاءَ الْعِلْمِ ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ .
الشّرْحُ:
هذا الكلام تَحْته سرٌّ عظيم ، ورَمْزٌ إلى معنى شريف غامض ، ومنه أخذ مُثْبِتو النفس الناطِقَةِ الحجّة على قولهم ؛ ومحصولُ ذلك أن القُوَى الجُسمانيّة يُكِلها ويُتعِبُها تَكرارُ أفاعِيلها عليها ، كقوّة البصر يُتعِبها تكرار إدْراك المَرْئِيَّات ، حتّى ربّما أذهَبهَا وأبطَلَها أصلاً ، وكذلك