487
تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي

۱۶۳

الأصْلُ:

۰.مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا .

الشّرْحُ:

قد تقدّم لنا قولٌ كافٍ في المَشُورة مدحا وذما .
وكان يقال : الاستشارة إذاعة السرّ ، ومخاطرةٌ بالأمر الذي ترومُه بالمشاوَرة ، فرُبَّ مستشارٍ أذاعَ عنك ما كان فيه فساد تدبيرك .
وأمّا المادِحون للمشُورة فكثير جدّا . وقالوا : خاطر مَن استبدّ برأيه . وقالوا : المَشُورة راحةٌ لك ، وتَعبٌ على غيرك . وقالوا : مَن أكثر من المَشورة لم يُعدَم عند الصواب مادحا ، وعند الخطأ عاذرا .

۱۶۴

الأصْلُ:

۰.مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيرَةُ بِيَدِهِ .

الشّرْحُ:

من أمثالهم : مَقتل الرَّجُل بين لَحْيَيه . ومِن كلامهم : سِرُّك من دَمِك ، فإذا تكلّمت به فقد أرَقْتَه . وقال بعض الحكماء : مَن أفشى سِرَّه كَثُر عليه المتآمِرُون .


تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
486

ابن ابنه ، قلت : فبك وبأبيك ! فلمّا انقضى كلامي قال : أحسَبك غريبا ؟ قلت : أجَل ، قال : فَمِلْ بنا ، فإن احتَجْت إلى منزلٍ أنزلناك ، أو إلى مالٍ واسَيْناك ، أو إلى حاجةٍ عاوَنّاك .
فانصرفْتُ عنه وما على الأرض أحدٌ أحبّ إليّ منه ۱ .

۱۶۱

الأصْلُ:

۰.مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَـلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ .

الشّرْحُ:

رأى بعضُ الصّحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم واقفا في دَرْبِ من دروب المدينة ومعه امرأةٌ فَسلّم عليه ، فردّ عليه ، فلما جاوَزَه ناداه فقال : هذه زوْجتي فلانة ، قال : يا رسول اللّه ، أوَفيك يُظَنّ! فقال : «إنّ الشيطان يجرِي مِن ابن آدم مجرَى الدّم » . وجاء في الحديث المرفوع : «دَعْ ما يرِيبُك إلى ما لا يريبُك» . وقال أيضا : «لا يكملُ إيمانُ عبدٍ حتى يترُك ما لا بأسَ به» .

۱۶۲

الأصْلُ:

۰.مَنْ مَلَكَ استأْثَرَ .

الشّرْحُ:

المعنى أن الأغلب في كلّ ملك يَستأثر على الرعية بالمال والعزِّ والجاه .
ونحو هذا المعنى قولهم : من غَلب سَلَب ، ومن عزّ بَزّ .

1.الكامل في اللغة والأدب ۲ : ۵ ، ۶ .

  • نام منبع :
    تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
    سایر پدیدآورندگان :
    عبد الحمید بن هبة الله ابن ابی الحدید، به کوشش: سید عبد الهادی شریفی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5676
صفحه از 800
پرینت  ارسال به