الكلم ؛ لأنّه لم يقتصر على أن قال : «انصرف» كَيلا يكونَ أمرا وحُكْما بالانصراف لا محالة ، فيكون فيه نوعُ عُلوٍّ عليه ، فاتْبَع ذلك بقوله : «إذا شئتَ» ليُخرِجه من ذَلّ الحكم وقَهْر الأمر إلى عِزّة المشيئة والاختيار .
۱۴۴
الأصْلُ:
۰.الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ .
الشّرْحُ:
هذه اللفظة لا نظير لها في الإيجاز والدّلالة على المعنى ، وهي من ألفاظِه عليه السلام المعدودة ۱ .
وقال الشاعر ۲ :
وكائنْ تَرَى من صامتٍ لك مُعجِبٍزيادتُه أو نقْصُه في التكلُّمِ
لسانُ الفَتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهفلم يَبقَ إلاّ صورةُ اللحمِ والدّم
۱۴۵
الأصْلُ:
۰.هَلَكَ امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَهُ ۳ .
1.يقول : إنما يظهر عقل المرء وفضله بما يصدر عن لسانه ، فكأنه قد خبئ تحت لسانه ، فإذا تحرّك انكشف .
2.ينسبان لزهير ، من معلقته : ص ۹۴ بشرح الزوزنيّ .
3.كل من يدعي ما ليس فيه ولم يعرف قدر نفسه ، فمآله الوبال ، والهلاك ، والخيبة والخسران . وقيل : الهلاك بمعنى النقصان ، يقال : هالِك أي ناقص ، والمعنى نقص من جهل قدره وشأنه .