واقعا على بُطْلانه .
فإن قلت : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل كما تقوله المعتزلة ؛ لأنّ المعتزلة تقول : الإسلامُ اسمٌ واقعٌ على العَمَل وغيرِه من الاعتقاد ، والنطق باللسان ، وأمير المؤمنين عليه السلام جَعل الإسلامَ هو العمل فقط ، فكيف ادّعيتَ أنّ قولَ أميرِ المؤمنين عليه السلام يُطابق مذهبهم؟
قلت : لا يجوز أن يريد غيره ؛ لأنّ لفظ العَمَل يشمل الاعتقاد ، والنطق باللسان ، وحركات الأركان بالعبادات ، إذ كلُّ ذلك عملٌ وفِعْل ، وإن كان بعضه من أفعال القلوب ، وبعضه من أفعال الجوارح ، ولو لم يُرِد أميرُ المؤمنين عليه السلام ما شرَحْناه لكان قد قال : الإسلام هو العمل بالأركان خاصة ، ولم يعتبر فيه الاعتقاد القلبيّ ، ولا النطق اللفظيّ ، وذلك مما لا يقوله أحد .
۱۲۱
الأصْلُ:
۰.عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الذِي مِنْهُ هَرَبَ ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ ، وَيُحَاسَبُ فِي الاْخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ ، وَعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْس نُطْفَةً ، وَيَكُونُ غَداً جِيفَةً ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِى اللّهِ وَهُوَ يَرَى خَلْقَ اللّهِ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ وَهُوَ يَرَى مَنْ يمُوتُ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الْأُولَى ، وَعَجِبْتُ لِعَامِرِ دَارِ الْفَنَاءِ وَتَارِكِ دَارِ الْبَقَاءِ .
الشّرْحُ:
قال أعرابيّ : الرِّزق الواسعُ لمن لا يَستمتِع به بمنزلة الطعامِ الموضوعِ على قبْر . ورأى حكيمٌ رجلاً مُثرِيا يأكل خُبْزا ومِلْحا ، فقال : لِمَ تَفعَل هذا ؟ قال : أخافُ الفقرَ ، قال : فقد تعجَّلتَه . فأمّا القول في الكِبْر والتِّيه فقد تقدّم منه ما فيه كفاية ۱ .