قلتُ : المُفاعَلة تدلّ عَلَى كون الفعل بين الاثنين كالمُضارَبة والمُقاتَلة .
ويضارع : يتعرّض لطَلَب الحاجَة ؛ ويجوز أن يكون من الضّراعة وهي الخُضوع ، أي يخضعُ لزَيدٍ ليَخضَع زيدٌ له ؛ ويجوز أن يكون من المضارَعة بمعنى المشابَهة ، أي لا يتشبّه بأئمّة الحقّ أو وُلاة الحَقّ ، وليس منهم . وأمّا اتّباع المَطامِع فمعروف .
۱۰۸
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام ـ وقد توفي سهل بن حُنَيْفٍ الأنصاري بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين ، وكان أحب الناس إليه ـ:لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ .
قال الرضي رحمه الله :
ومعنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه ، فتسرع المصائب إليه ، ولا يفعل ذلك إلاّ بالأتقياء الأبرار والمصطفين الأخيار ، وهذا مثل قوله عليه السلام : « مَنْ أحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً» ، وقد يؤول ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره .
الشّرْحُ:
قد ثبت أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قال له : «لا يُحبّك إلاّ مؤمن ؛ ولاَ يَبغَضكَ إلاّ مُنافق » . وقد ثَبَتَ أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قال : «إنّ البَلوَى أسرَعُ إلى المؤمن من الماءِ إلى الحدُور» . وفي حَديثٍ آخَرَ : «المؤمنُ مُلَقّىً ، والكافرُ مُوَقّىً» . وفي حديثٍ آخر : «خيرُكم عند اللّه أعظمُكم مصائبَ في نفسِه ومالِه وولدِه » .
وهاتان المقدّمتان يَلزَمهما نتيجة صادقة ، وهي أنه عليه السلام لو أحبّه جبلٌ لتَهافَت ولعلّ هذا