۲۲۰
الأصْلُ:
۰.ومن دعاء له عليه السلاماللَّهُمَّ صُنْ وَجْهِي بِالْيَسَارِ ، وَلاَ تَبْذُلْ جَاهِيَ بِالاْءِقْتَارِ ، فَأَسْتَرْزِقَ طَالِبِي رِزْقِكَ ، وَأَسْتَعْطِفَ شِرَارَ خَلْقِكَ ، وَأُبْتَلَى بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي ، وَأُفْتَتَنَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي ، وَأَنْتَ مِنْ وَرَاءِ ذلِكَ كُلِّهِ وَلِيُّ الاْءِعْطَاءِ وَالْمَنْعِ ؛ «إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» .
الشّرْحُ:
صُنْ وجهي باليسار ، أي استره بأن ترزقَني يَسارا وثروة ، أستغني بهما عن مسألة الناس . ولا تبذل جاهي بالإقتار ، أي لا تسقط مروءتي وحرْمتي بين النّاس بالفقر الذي أحتاج معه إلى تكفّف الناس .
قوله : «فأسترزقَ» منصوب ؛ لأنّه جواب الدعاء ، كقولهم : ارزقني بعيراً فأحجَّ عليه . بيّن عليه السلام كيفية تبذّل جاهه بالإقتار ، وفسّره فقال : بأن أطلب الرزق ممّن يطلب منك الرزق . واستعطف الأشرار من النّاس، أيأطلب عاطفتهم وإفضالهم، ويلزم من ذلك أمران محذوران :
أحدهما أن أبتلي بحمد المعطي . والآخر أن أُفتتن بذمّ المانع .
قوله عليه السلام : «وأنت من وراء ذلك كلّه» مثل يقال للمحيط بالأمر ، القاهر له ، القادر عليه ، كما نقول للملك العظيم : هو من وراء وزرائه وكتّابه ، أي مستعدّ متهيّئ لتتبّعهم وتعقّبهم ، واعتبار حركاتهم ، لإحاطته بها وإشرافه عليها . وولّى ، مرفوع بأنّه خبر المبتدأ ، ويكون خبرا بعد خبَر ، ويجوز أن يكون « وليّ» هو الخبر ، ويكون «من وراء ذلك» ، جملة مركّبة من جار ومجرور منصوبة الموضع ؛ لأنّه حال .