لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَنَّهُ قَالَ : «يَا عَلِيُّ ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يُحِبُّكَ مَُنَافِقٌ» .
الشّرْحُ:
جَمّاتها بالفتح : جَمعُ جَمّة ، وهي المكان يجتمع فيه الماء وهذه استعارة [والمراد : بأجمعها] . والخَيْشوم : أقصى الأَنْف .
ومرادُه عليه السلام من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو : «لا يُبغِضك مؤمن ، ولا يحبك منافق» ؛ وهي كلمةُ حقّ ، وذلك لأنّ الإيمان وبغضَه عليه السلام لا يَجتمعان ؛ لأنّ بغضه كبيرة ، وصاحب الكبيرة عندنا لا يسمّى مؤمِنا ، وأمّا المنافق فهو الذي يُظْهر الإسلامَ ويُبْطن الكفر ، والكافرُ بعقيدته لا يحبّ عليّا عليه السلام ؛ لأنّ المراد من الخبر المحبّة الدّينيّة ، ومن لا يعتقد الإسلام لا يحبّ أحدا من أهل الإسلام ، لإسلامه وجهاده في الدّين ، فقد بان أنّ الكلمة حقّ ؛ وهذا الخبر مَرْوِيٌّ في الصحاح بغير هذا اللفظ : «لا يحبُّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق» ، وقد فسرناه فيما سبق .
۴۴
الأصْلُ:
۰.سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللّهِ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ .
الشّرْحُ:
هذا حقّ ؛ لأنّ الإنسان إذا وقع منه القبيح ثمّ ساءه ذلك وندم عليه وتاب حقيقة التوبة كَفّرَتْ توبته معصيتَه ، فسقط ما كان يستحقّه من العقاب ، وحصل له ثوابُ التوبة ، وأمّا من فعل واجبا واستحقّ به ثوابا ثم خامره الإعجاب بنفسه والإدلال على اللّه تعالى بعلمه ، والتِّيه على الناس بعبادته واجتهاده ، فإنه يكون قد أحْبط ثواب عِبادته بما شَفَعها من القبيح الذي