الشّرْحُ:
قوله عليه السلام : «أزرى بنفسه» ، أي قصّر بها . مَن استشعر الطمع ، أي جعله شعاره أي لازمه . وفي الحديث المرفوع : «إنّ الصّفا الزّلزال الذي لا تَثبت عليه أقدام العلماء الطمع» .
قوله عليه السلام : «من كشف للناس ضرّه» ، أي شكى إليهم بؤسه وفقره ، فقد رضي بالذل . وفي حفظ اللسان : كان يقال : حفظ اللسان راحة الإنسان ، وكان يقال : ربّ كلمة سفكت دما ، وأورثت ندما .
۳
الأصْلُ:
۰.الْبُخْلُ عَارٌ ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حَاجَتِهِ ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ ۱ .
الشّرْحُ:
وما أحسن قول القائل : كفى حزنا أنّ الجواد مقتَر عليه ، ولا معروف عند بخيل . وكان يقال : البخل مهانة ، والجود مهابة . ومثل قوله : «الفقر يخرس الفَطِن عن حاجته» ، قولُ الشاعر :
فَللمَوْتُ خيرٌ من حياة يرى لهاعلى الحرّ بالإقلال وسْمُ هَوانِ
متَى يتكلّمْ يُلْغَ حُكْمُ كلامِهوإن لم يقُلْ قالوا عديم بيانِ
ومثل قوله عليه السلام : «والمقلّ غَريب في بلدته» ، قول خَلف الأحمر :
لا تظنّي أنّ الغريب هو النّائِي ولكنّما الغريب المقلُّ
وكان يقال : مالُك نورُك ، فإن أردت أن تنكسف ففرّقه وأتلفه .