إلى كثيرٍ من الضّرر ، ومثلُ هذا قولُ الشاعر :
فإنَّكَ إنْ أعطيتَ بطنَك سُؤلَهاوفَرْجَك نالاَ مُنتَهى الذّمِّ أجمَعَا ۱
۵۷
الأصْلُ:
۰.ومن كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرةأَمَّا بَعْدُ ، فَإنِّي خَرَجْتُ مِنْ حَيِّي هذَا : إِمَّا ظَالِماً ، وَإِمَّا مَظْلُوماً ؛ وَإِمِّا بَاغِياً ، وَإِمَّا مَبْغِيّاً عَلَيْهِ . وَإِنِّي أُذَكِّرُ اللّهَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي هذَا لَمَّا نَفَرَ إِلَيَّ ، فَإِنْ كُنْتُ مُحْسِناً أَعَانَنِي ، وَإِنْ كُنْتُ مُسِْيئاً استَعْتَبَنِي .
الشّرْحُ:
ما أحسنَ هذا التقسيم وما أبلَغه في عطف القلوب عليه ، واستمالة النفوس إليه!
قال : لا يَخْلو حالي في خُروجي من أحد أمرين : إمّا أن أكون ظالما أو مظلوما ، وبدأ بالظّالم هَضْما لنفسه ، ولئلاّ يقول عدوه : بدأ بدعوَى كونه مظلوما ، فأعطى عدوَّه من نفسِه ما أراد . قال : فليَنفِر المسلمون إليّ فإنْ وجدوني مظلوما أعانوني ، وإن وجدوني ظالما نهَوْني عن ظُلمي لأعتِبَ وأنيبَ إلى الحقّ . وهذا كلام حَسن ، ومرادُه عليه السلام يَحصل على كلا الوجهين ، لأنّه إنّما أراد أن يستنفرَهم ، وهذان الوجهان يقتضيان نفيرَهم إليه على كلّ حال ، والحيّ : المنزل ، ولمّا هاهنا بمعنى إلاّ ، كقوله تعالى : «إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافظ» ۲ في قراءة من قرأها بالتّشديد .