ورئيسا ، ويَحرِم المسلمين الذين حازُوه بأنفسهم وسلاحهم ؛ وهذا هو الأمر الّذي كان يُنكِره على عثمان ، وهو إيثارُ أهله وأقاربه بمالِ الفَيء ؛ وقد سبق شرحُ مثل ذلك مستوفىً .
۴۴
الأصْلُ:
۰.ومن كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه
وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه :وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْكَ يَسْتَزِلُّ لُبَّكَ ، وَيَسْتَفِلُّ غَرْبَكَ ، فاحْذَرْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ يَأتِيالْمَرْءَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، لِيَقْتَحِمَ غَفْلَتَهُ ، وَيَسْتَلِبَ غِرَّتَهُ .
وَقَدْ كَانَ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلْتَةٌ مِنْ حَدِيثِ النَّفْس ، وَنَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ ؛ لاَ يَثْبُتُ بِهَا نَسَبٌ ، وَلاَ يُسْتَحَقُّ بَهَا إِرْثٌ ، وَالْمُتَعَلِّقُ بِهَا كَالْوَاغِلِ الْمُدَفَّعِ ، وَالنَّوْطِ المُذَبْذَبِ .
فلمّا قرأ زياد الكتاب قال : شهد بها وربّ الكعبة ۱ ، ولم تزل في نفسه حتى ادّعاه معاويةُ .
قال الرضي رحمه الله :
قوله عليه السلام : «الوَاغِلُ» : هو الذي يهجم على الشّرْب ليشرب معهم ، وَليس منهم ، فلا يزال مدفّعاً محاجزاً . والنّوْط المُذَبْذَبُ : هو ما يناط برحل الراكب من قُعب أو قَدَحٍ ، أو ما أشبه ذلك ، فهو أبداً