فلست بمستطيع للحسنة في كلّ وقت ، وأنت على الإساءة متى شئت قادر .
ومنها قوله : «قطيعة الجاهل تعدل صِلة العاقل» ، هذا حق ؛ لأنّ الجاهل إذا قطعك انتفعت ببعده عنك ، كما تنتفع بمواصلة الصديق العاقل لك .
ومنها قوله : «منْ أمن الزمان خانه ، ومن أعظمه هانه» ، مثل الكلمة الأُولى قول الشاعر :
ومَنْ يأمن الدّنيا يكن مثل قابضٍعلى الماء خَانتْهُ فروجُ الأنامِل
وقالوا : احذر الدنيا ما استقامتْ لك . ومن الأمثال الحكمية : من أمن الزمان ضيّع ثغرا مَخُوفا . ومثل الكلمة الثانية قولهم : الدنيا كالأمة اللئيمة المعشوقة ، كلما ازددت لها عشقا وعليها تهالُكا ازدادت لك إذلالاً ، وعليك شطاطاً .
ومنها قوله : «سل عن الرفيق قبل الطريق ؛ وعن الجار قبل الدار» ، وقد روي هذا الكلام مرفوعا ، وفي المثل : جار السوء كلب هارش ، وأفعى ناهش .
الأصْلُ:
۰.إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَـلاَمِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً ، وَإِنْ حَكَيْتَ ذلِكَ عَنْ غَيْرِكَ . وَإِيَّاكَ وَمُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأَيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ ، وَعَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ ، وَاكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ ، وَلَيَسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لاَ يُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ . وَلاَ تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ ، وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ . وَلاَ تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا ، وَلاَ تُطْمِعْهَا فِي أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا . وَإِيَّاكَ وَالتَّغايُرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ ، فَإِنَّ ذلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ ، وَالْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ . وَاجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلاً تَأْخُذُهُ بِهِ ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلاَّ يَتَوَاكَلُوا فِي خِدْمَتِكَ . وَأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ ، فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ ، وَأَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ ، وَيَدُكَ الَّتي بِهَا تَصُولُ . اسْتَوْدِعِ اللّهَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ ، وَاسْأَلْهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالآجِلَةِ ، وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَالسَّلاَمُ .