۱۴
الأصْلُ:
۰.ومن وصية له عليه السلام لعسكره بصفّين قبل لقاء العدوّلاَ تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَؤُكُمْ ، فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللّهِ عَلَى حُجَّةٍ ، وَتَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَؤُكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ . فَإِذَا كَانَتِ الْهَزِيمَةُ بِإِذْنِ اللّهِ فَـلاَ تَقْتُلُوا مُدْبِراً ، وَلاَ تُصِيبُوا مُعْوِراً ، وَلاَ تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ ، وَلاَ تَهِيجُوا النِّسَاءَ بِأَذىً ، وَإِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ ، وَسَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ ، فَإِنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ الْقُوَى وَالْأَنْفُس وَالْعُقُولِ ؛ إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَإِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ ؛ وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْفَهْرِ أَوِ الْهِرَاوَةِ فَيُعَيَّرُ بِهَا وَعَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ .
الشّرْحُ:
نَهى أصحابه عن البغي والابتداء بالحرب ، وقد رُوي عنه أنه قال : ما نُصِرت على الأقْران الّذين قتلتهم إلاّ لأنِّي ما ابتدأتُ بالمبارزة . ونَهى ـ إذا وقعت الهزيمة ـ عن قَتْل المدبر والإجهاز على الجريح ، وهو إتمام قتله .
قوله عليه السلام : «ولا تصيبوا مُعوراً» ، هو من يعتصم منك في الحَرْب بإظهار عوْرته ؛ لتكفّ عنه ، ويجوز أن يكون المُعور هاهنا المريب الذي يظنّ أنه من القوم وأنّه حَضَر للحرب وليس منهم ؛ لأنّه حضر لأمرٍ آخر . «ولا تُهيجوا النّساء بأذىً» ، أي لا تحرّكوهنّ . والفِهْر : الحجَر : والهِراوة : العصا . وعَطَف «وعقبه» على الضمير المستكنّ المرفوع في «فيُعَبّرُ» ولم يؤكّد للفَصْل بقوله : بها ، كقوله تعالى «ما أَشرَكْنا ولا آباؤنا» ۱ ؛ لما فَصَل بلا عطف ولم يحتجْ إلى تأكيد .