الشّرْحُ:
العَرْج : منزل بين مكّة والمدينة ، إليه ينسب العَرْجيّ الشاعر ، وهو عبد اللّه بن عمرو .
قال محمد بن إسحاق في كتاب «المغازي» : لم يُعلِمْ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أحدا من المسلمين ما كان عزم عليه من الهِجْرة إلاّ عليّ بن أبي طالب وأبا بكرِ بن أبي قحافة ، أمّا عليّ ، فإنّ رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأخبرَه بخروجه ، وأمره أن يبيتَ على فراشه ، يُخادِع المشركين عنه ليروْا أنه لم يبرحْ فلا يطلبوه ، حتى تبعُد المسافة بينهم وبينه ، وأنْ يتخلّف بعده بمكّة حتّى يؤدِّيَ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالودائع الّتِي عنده للناس ، وكان رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم استودَعه رجالٌ من مكّة ودائعَ لهم ، لما يعرفونه من أمانته ، وأمّا أبو بكر فخرج معه .
۲۴۱
الأصْلُ:
۰.ومن خطبة له عليه السلامفَاعْمَلُوا وَأَنْتُمْ فِي نَفَس الْبَقَاءِ ، وَالصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ ، وَالتَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ ، وَالْمُدْبِرُ يُدْعَى ، وَالْمُسِيءُ يُرْجَى ، قَبْلَ أَنْ يَجْمُدَ الْعَمَلُ ، وَيَنَقَطِعَ الْمَهَلُ وَتَنْقَضِيَ المُدّةُ ، وَيُسَدَّ بَابُ التَّوْبَةِ ، وَتَصْعَدَ الْمَلاَئِكَةُ. فَأَخَذَ امْرُؤٌ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ ، وَأَخَذَ مِنْ حَيٍّ لِمَيِّتٍ ، وَمِنْ فَانٍ لِبَاقٍ ، وَمِنْ ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ ، امْرُؤٌ خَافَ اللّهَ . وَهُوَ مَّعَمَّرٌ إِلَى أَجَلِهِ ، وَمَنْظُورٌ إِلَى عَمَلِهِ ، امْرُؤٌ أَلْجَمَ نَفْسَهُ بِلِجَامِهَا ، وَزَمَّهَا بِزِمَامِهَا ، فأَمْسَكَهَا بِلِجَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اللّهِ ، وَقَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللّهِ .
الشّرْحُ:
في نفَس البقاء ، بفتح الفاء ، أي في سعته ، تقول : أنت في نَفَسٍ من أمرك ، أي في سَعَة . والصحف منشورة ، أي وأنتم بعد أحياء ؛ لأنّه لا تطوى صحيفة الإنسان إلاّ إذا مات . والتوبة