وقد روى كثير من المحدّثين أنّه عقيب يوم السّقيفة تألّم وتظلّم ، واستنجد واستصرخ ، حيث ساموه الحضور والبيْعة ، وأنّه قال وهو يشير إلى القبر : «ابْنَ أُمَّ إنَّ القَوْمَ استَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي» ۱ ، وأنّه قال : واجعفراه ! ولا جعفر لي اليوم ! واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم!
۲۱۲
الأصْلُ:
۰.ومن كلام له عليه السلام في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه عليه السلامفَقَدِمُوا عَلَى عُمَّالِي وَخُزَّانِ بَيْتِ مال الْمُسْلِمِينَ الَّذِي فِي يَدَيَّ ، وَعَلَى أَهْلِ مِصْرٍ ، كُلُّهُمْ فِي طَاعَتِي وَعَلَى بَيْعَتِي ؛ فَشَتَّتُوا كَلِمَتَهُمْ ، وَأَفْسَدُوا عَلَيَّ جَمَاعَتَهُمْ ، وَوَثَبُوا عَلَى شِيعَتِي ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً مِنْهُمْ غَدْراً ؛ وَطَائِفَةً عَضُّوا عَلَى أَسْيَافِهِمْ ، فَضَارَبُوا بِهَا حَتَّى لَقُوا اللّهَ صَادِقِينَ.
الشّرْحُ:
عضُّوا على أسيافهم ، كناية عن الصَّبْر في الحرب وترك الاستسلام ، وهي كناية فصيحة ، شبّه قبضَهم على السيوف بالعضّ ، وقد قدمنا ذكر ما جرى ، وأنّ عسكر الجمل قتلوا طائفة من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة بعد أن أمّنوهم غدرا ، وأنّ بعض الشيعة صبر في الحرب ولم يستسلم ، وقاتل حتى قتل ، مثل حكيم بن جبلة العبديّ وغيره ، وروي : «وطائفةٌ عضّوا على أسيافهم» بالرفع ، تقديره : ومنهم طائفة .