الْزَمُوا الْأَرْضَ ، وَاصْبِرُوا عَلَى الْبَلاَءِ ، وَلاَ تُحَرِّكُوا بأَيْدِيكُمْ وَسُيُوفِكُمْ فِي هَوَى الْسِنَتِكُمْ ، وَلاَ تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ يُعَجِّلْهُ اللّهُ لَكُمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ عَلَى مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ مَاتَ شَهِيداً ، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ ، واسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوَى مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ ، وَقَامَتِ النِّيَّةُ مَقَامَ إِصْلاَتِهِ لِسَيْفِهِ ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مُدَّةً وَأَجَلاً .
الشّرْحُ:
وظائف حقوقه : الواجبات المؤقّتة ، كالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان ، والوظيفة ما يُجعل للإنسان في كلّ يوم ، أو في كل شهر ، أو في كلّ سنة ، من طعام ، أو رزق . وعزيز منصوب ؛ لأنّه حال من الضمير في «أستعينه» ، ويجوز أن يكون حالاً من الضمير المجرور في «حقوقه» . وقاهَر أعداءه : حاربهم ، وروي «وقهَر أعداءه» . والمعقل : ما يعتَصم به . وذروته : أعلاه . وأمهدوا له : اتخذوا مهادا ، وهو الفراش ، وهذه استعارة .
قوله عليه السلام : «فإنّ الغاية القيامة» ، أي فإنّ منتهى كلّ البشر إليها ، ولابدّ منها . والأرماس : جمع رَمْس وهو القبر . والإبلاس مصدر «أبلس» ، أي خاب ويئس ، والإبلاس أيضا : الانكسار والحزْن . واستكاك الأسماع : صممها . وغمّ الضريح : ضيق القبر وكَرْبه . والصفيح : الحجَر ، وردمُه : سدّه . والسَّنَن : الطريق . والقرَن : الحبلُ . وأشراط الساعة : علاماتها . وأزفت : قربت . وأفراطها : جمع فَرط ، وهم المتقدّمون السابقون من الموتى ، ومن روى «بإفراطها» فهو مصدر أفرط في الشيء ، أي قربت الساعة بشدّة غُلَوَائها وبلوغها غاية الهول والفظاعة ، ويجوز أن تفسّر الرواية الأُولى بمقدماتها وما يظهر قبلها من خوارق العادات المزعجة ، كالدّجال ودابّة الأرض ونحوهما ، ويرجع ذلك إلى اللفظة الأُولى ، وهي أشراطها ، وإنما يختلف اللفظ . والكلاكل : جمع كلكل ، وهو الصدر ، ويقال للأمر الثقيل : «قد أناخ عليهم بكلكله » ، أي هدّهم ورضّهم كما يهدّ البعير البارك من تحته إذا أنحى عليه بصدره .
قوله عليه السلام : «وانصرفت الدنيا بأهلها» ، أي ولّت ، ويروى : «وانصرمت» ، أي انقضت . والحِضْن ، بكسر الحاء : ما دون الإبط إلى الكَشْح . والرّثّ : الخَلق ، والغثّ : الهزيل . ومقام