۴۱۸
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام :التُّقَى رَئِيسُ الْأَخْلاَقِ .
الشّرْحُ:
يعني رئيس الأخلاق الدينيّة ، لأنّ الأخلاق الحميدةَ كالجود والشجَاعة والحلم والعفّة وغير ذلك ، لو قَدَّرْنا انتفاءَ التكاليف العقلية والشرعيّة ، لم يكن التُّقى رئيسا لها ، وإنما رئاسة التُّقى لها مع ثُبوت التكليف ، لا سيّما الشرعيّ . والتّقى في الشّرع هو الوَرَع والخوْفُ من اللّه ، وإذا حصل حَصَلت الطاعات كلّها ، وانتفت القبائح كلّها ؛ فصار الإنسان معصوما ، وتلك طبقة عالية ، وهي أشرف من جميع الطّبقات التي يُمدح بها الإنسان .
۴۱۹
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام :لاَ تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ ، وَبَلاَغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ .
الشّرْحُ:
يقول : لا شُبهةَ أنّ اللّه تعالى هو الّذي أنطَقك ، وسدّد لفظَك ، وعلّمك البيان كما قال سبحانه : «خَلَقَ الإنْسَانَ * عَلّمَه البيان» ۱ فقبيحٌ أن يَجعَل الإنسانُ ذَرَب لسانهِ وفصاحةَ منطِقه على من أنطقَه وأقدرَه على العبادة ، وقبيحٌ أن يَجعَل الإنسانُ بلاغة قوله على من سدّد قولَه ، وجعَلَه بليغا حسَنَ التعبير عن المعاني الّتي في نفسه ، وهذا كمن يُنعِم على إنسانٍ بسيفٍ فإنّه