عليّ عليه السلام ، وعليّ عليه السلام إنما يذكر من قبله لا من يجيء بعده .
فإن قلت : إذا كان قد قال في بني عبدِ شَمْس إنهم أمنَع لما وراءَ ظهورهم ، ثم قال في بني هاشم : إنهم أسمحُ عند الموت بنفوسهم ، فقد تناقض الوَصْفان .
قلتُ : لا مُناقضةَ بينهما ؛ لأنّه أراد كثرة بني عبدِ شمس ، فبالكَثْرة تمنع ما وراءَ ظهورها ، وكان بنو هاشم أقلَ عددا من بني عبدِ شمس ، إلاّ أن كلّ واحد منهم على انفراده أشجع وأسمح بنفسه عند الموت من كلّ واحد على انفراده من بني عبدِ شمس ، فقد بان أنه لا مناقَضة بين القولين .
۱۱۷
الأصْلُ:
۰.شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ ؛ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ ؛ وَعَمَلٍ تَذْهَبُ مَؤونَتُهُ وَيَبْقَى أَجْرُهُ .
الشّرْحُ:
أخذ هذا المعنى بعضُ الشعراء ، فقال :
تفْنَى اللّذاذَةُ مِمّن نَال بُغْيَتَهُمن الحرَام ويبقى الإثمُ والعارُ
تُبقِي عواقبَ سوءٍ في مَغَبَّتِهالا خيرَ في لذّةٍ من بعدِها النّارُ
۱۱۸
الأصْلُ:
۰.وقالَ عليه السلام وقدْ تبع جنازة فسمع رجلاً يَضحك ، فقال :
كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ ، وَكَأَنَّ الَّذِي