سَكَنِه ، أخو سَفَر يُسرَى به وهو لا يَسْرِي ، وراكبُ بحرٍ يُجرَى به وهو لا يَدْرِي ^۱ .

۶۳

الأصْلُ:

۰.فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ .

الشّرْحُ:

مثلُ هذا قولُ الشاعر :

فلا تَحسَبِي أنّ الغريبَ الّذي نَأَىولكنّ مَن تَنأَيْنَ عنه غَرِيبُ
ومِثلُه قولُه عليه السلام : «الغريبُ من ليس له حبيب» .

۶۴

الأصْلُ:

۰.فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا .

الشّرْحُ:

وكان يقال : لا تطلُبوا الحوائج إلى ثلاثة : إلى عَبْد يقول : الأمْر إلى غيري ، وإلى رجل حديثِ الغِنَى ، وإلى تاجِرٍ هِمّته أن يستَرْبِحَ في كلّ عشرين دينارا حبّة واحدة .

۶۱

الأصْلُ:

۰.الشَّفِيعُ جَنَاحُ الطَّالِبِ .

الشّرْحُ:

جاء في الحديث مرفوعا : «اشفَعوا إليَّ تُؤْجَروا ، ويَقضِي اللّهُ على لسان نبيّه ما شاء اللّه » .
خرج العطاءُ في أيّام المنصور ، وأقام الشُّقرانيّ ـ من وَلَد شُقْرانَ مولَى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ـ ببابه أيّاماً لا يَصل إليه عطاؤه ؛ فخَرَج جعفرُ بنُ محمّد عليه السلام من عند المنصور ، فقام الشّقرانيّإليه ، فذكر له حاجتَه ، فرَحّب به ، ثمّ دخل ثانيا إلى المنصور ، وأخرج عطاءُ الشّقرانيّ في كمّه فَصَبّه في كُمّه ثم قال : يا شُقْران ، إنّ الحَسَن من كلِّ أحدٍ حَسَنٌ ، وإنّه منك أحسَنُ لِمكانك مِنّا ، وإن القبيحَ من كلّ أحدٍ قبيحٌ ، وهو منكَ أقبحُ لِمكانِك منّا . فاستحسَن الناسُ ما قالَه ، وذلك لأنّ الشّقرانيّ كان صاحبَ شراب . قالوا : فانظر كيف أحسَنَ السعيَ في استنجاز طَلِبته ، وكيف رَحّب به وأكرَمَه مع معرفته بحاله ، وكيف وَعَظه ونَهاه عن المُنكَر على وجه التّعريض ! قال الزّمَخشَرِيّ : وما هُوَ إلاّ من أخلاق الأنبياء .

۶۲

الأصْلُ:

۰.أَهْلُ الدٌّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ .

الشّرْحُ:

هذا التشبيه واقعٌ وهو صورة الحالِ لا مَحالة .
ولو تأمّل الناسُ أحوالَهم ، وتبيّنوا مآلَهم ، لعَلِموا أنّ المقيم منهم بوَطَنِه ، والساكنَ إلى